قصة: سيجارةٌ وليمون..

سيجارةٌ وليمون..



بقلم/ عبدالله زبيلة – جامعة UTeM

في كل ليلةٍ تعبثين بي، تتصدرين تفكيري، آخذُ الفرشاة، أرسمُك،
أرسمُ كلّ تفاصيلك، أقعدكِ بجانبي،
لكني لا أملكُ القدرة الكافية لألمسكِ كما تشتهين.
وهأنتذا تأتين..
كم تمنيتُك، كم اشتهيتُك، وكم زرتني ليلةً في المنام؟!

على الطاولة كنتُ مشرعاً كتاب: تفتيت الشرق الأوسط.
وبجانبه كتابٌ آخر: بداية المجتهد ونهاية المقتصد، مغلقٌ مرمي كأن أحدهم فرغ من القراءة فيه للتو.
 
قالت مبتسمة: ألا تمل من القراءة؟
أراك تقرأ في موضوعات مختلفة،
إنك تقرأ بعشوائية،
تقرأ في كل شيء، تريدُ أن تتخلص فقط، تريدُ أن تشبع غرورك!!

ضحكتُ ـ ضحكة كاذبة ـ كالعادة.
وجاملتها: نعم معك حق.
ورحتُ أحدث نفسي: لا يا ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ إنه جشعٌ بلا حدود، إنها رغبةٌ في القراءة لا تنتهي.
 
كلما قرأت أشعر بغصة تخنقني، تمنعني عن الحديث، لكنها تلهمني بكل شيء، وتوحي إلي بكل ما يجري..
كلما قرأت أكثر تكبر تلك الغصة أكثر فأكثر، سيدتي إنني مخنوق وأكاد أن أموت.
لم أقل لك شيئاً من هذا..
كنت أقل من أن تفهمي..
 كنت كأي فتاة جميلة..

الجميلات لا يعرفن ﺇﻻ كيف يزددن جمالاً،
كيف يغرين، كيف يجذبن الرجل، وكيف يلهبن كل مشاعره رغبةً في شق قبلة.

ـ لماذا أنا، ولماذا طلبتني الآن بالذات ؟
الحبُّ ﻳﺎ عزيزتي غيرُ منطقي، ولا تعنيه هذه الأسئلة..
الحبُّ شعورٌ عفوي، لا يحتاج إلى قرار ولا إلى مشورة..
 يأتي هكذا دون استئذان وبلا مناسبة..
يأتي دون سبب ثم يتفننُ في خلق أسبابه..
 
لم أستطع وقتها قول هذا..
كنتُ فقط أردّ متلعثماً : ها.. ماذا.. نعم.. لا شيء..
وكنتِ ﻓﻘﻂ تستمتعينَ بعذابي ..

ـ أهو قدرنا أن نظل أسرى بين يدي من نحب،
وقدرهم أن يظلوا مستمتعين بعذابنا؟
لمَ لا تردين ؟
هل يعني هذا أنك مللتِ الحديث معي؟

ـ لا..
أريدُ أن أسمعك..
 في الواقع لم أكتشف بعد سر اهتمامك بي.

واختصرتُ أنا المسافة: أحبكِ يا حياة الروح يا طعمَ المطر.

سمّرتِ عينيكِ في الأرض،
وأُصبتِ ساعتها بالخرس،
 وأخذتِ حقيبتكِ،
 وذهبتِ تجرين ..
وسُعدتُ، كيف سُعدتُ وأنت تجرين تاركةً عاشقك وسيجارته،  والليمون الذي لم تشربيه؟


ـ السعادة لا حدود لها، إنها تتجاوز حدود الزمان والمكان.. يشاركك الملايين البقعة ذاتها لكن شعورهم قد يختلف عنك..
 إنّ عليك فقط أن تؤمن بقداسة أحلامك، ثق تماماً أنك ستنال ما تهوى، وتلقى من تود.. قلتُ في سري.

كنتُ أعرف أنك تنتظرين هذا اللقاء.
وتنتظرين هذه الكلمة.
لِمَ لم تكرريها إذن؟

أفهمك، أفهم لماذا تترددين في نطقها.
 يمنعك الخجل، وتمنعك الثقافة، وتمنعك ربما أشياء أخرى.
لستِ وحدك.. حتى نجاة الصغيرة، وهي التي لم تخجل من اعتلاء المسرح،
 ﺍحتالت على نزار، ﻭاستبدلت (رجلاً) بـ (أملاً)، ﻭﻏﻨﺖ: متى ستعرفُ كم أهواك يا أملاً ؟

عبدالله زبيلة
ماليزيا
24 أبريل 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق